منتديات الأسهم خارج المنافسة .. والمضاربون يتجهون لـ «تويتر» في الطفرة الجديدة

منتديات الأسهم خارج المنافسة .. والمضاربون يتجهون لـ «تويتر» في الطفرة الجديدة



بعد الانتعاش الأخير لسوق الأسهم وعودة ما يعرف بـ "الجروبات" التي تسعى
للسيطرة على أسعار بعض الأسهم المتداولة في السوق، لم يجد المتعاملون معها
طريقة أنسب من موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" للتواصل بسبب مضايقات
لاقوها من المشرفين على المنتديات الاقتصادية المختصة بمتابعة حركة سوق
الأسهم، امتثالا منهم لتعليمات أصدرتها هيئة السوق المالية في وقت سابق
تمنع مثل تلك التصرفات


وتسبب ذلك في هجرة الراغبين في متابعة التقارير والأخبار الخاصة بسوق
الأسهم للمنتديات، واستبدلوها بمواقع التواصل الاجتماعي لشعورهم بأنها
تمنحهم حرية أكبر فيما يكتبونه من تعليقات عن الأسهم، كما أنها تنشط حركة
الجروبات التي يتعاملون معها وتعطيها القدرة على تحريك الأسعار. وتتبع نسبة
كبيرة من المتداولين في سوق الأسهم أسماء مستعارة معينة اشتهرت بمصداقية
التوصيات التي يكتبونها، مما منح أولئك الأشخاص بحسب المختصين في الاقتصاد
مقدرة كبيرة على التلاعب بأسهم الشركات لكثرة الأموال التي تضخ فيها تبعا
لتوصياته.


ويطبق غالبية المشرفين على المنتديات الاقتصادية الإلكترونية تعليمات
صدرت من هيئة السوق المالية تقضي بمنع توجيه المتداولين لسهم معين أو منعهم
من آخر تخوفا من أن تؤدي تعليقات بعض كتاب تلك المنتديات لإقفالها بموجب
الأنظمة الرسمية،


ولأجل الفوائد التي يجنيها المتحكمون في "الجروبات" تم إلغاء رسوم
الانضمام إليها وأصبحت تمنح مجانا للفوائد الكبيرة التي تجنى من ورائها
رؤوس الأموال التي تضخ في سهم معين ووقت واحد.


ويعد الدكتور طارق كوشك محلل اقتصادي تلك الممارسات بالنصب والاحتيال
سواء كانت عبر اشتراك جوال أو المنتديات أو مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا
أن تلك الممارسات أثرت في السوق سلبا في السابق، وعادت مجددا بوسائل
مختلفة يحركها مستفيدون يحققون مصالح شخصية كبيرة لهم والإضرار بصغار
المساهمين.


ولاعتماد غالبية المجتمع على الإشاعة في تصرفاته، يرى الدكتور كوشك أن
أي مختص اقتصادي شهير بإمكانه تحريك قيمة أي سهم بمجرد كتابة اسمه عبر
تغريدة في "تويتر"، ويمكنه أيضا بتلك التصرفات الإضرار بكثير من المساهمين.


من جهته يحذر الدكتور عبد الرحيم ساعاتي أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك
عبد العزيز صغار المتداولين في سوق الأسهم من مخاطر المضاربة التي اتجه
إليها كثير منهم في الفترة الأخيرة والخسائر المحتملة التي تحيط بهم جراء
اتباع نظرية القطيع في تداول الأسهم وتقبل نسبة المخاطرة العالية.


وينتقد ساعاتي السلوك الاستثماري لغالبية أفراد المجتمع، حيث يتوجهون
لأي قطاع بعد أن ترتفع أسعاره، وأكبر دليل الذي حدث في العقار وحاليا
العودة لسوق الأسهم بعد أن ظل لسنين بأسعار متدنية ومغرية، والتوجه إليها
بعد أن ارتفعت أسعار غالبية الشركات المساهمة، وهذا يضاعف الخطر على مدخرات
الفرد لتظل رهينة للمضاربات والمجازفة بما لا يستطيع تحمل خسارته.